لكل عصر سمات تميزه، وقسمات تحدد ملامحه، حتي ليعرف العصر بها، ومن الحقائق المقررة التي لا ينقصها الدليل، أو تحتاج إلى برهان ان الانفجار المعرفي وثورة المعلومات هي ابرز ما يميز هذا العصر حتي لقد اطلق عليه "عصر المعلومات".
ولم تكن التربية عامة ومنظومة المنهج ــ وعلي راسها المعلم خاصه ــ بمنأى عن تأثيرات عصر المعلومات، بل وربما كان هذا الميدان من اكثر الميادين تأثراً، إذ التربية بمؤسساتها هي مسرح تلقي المعلومات ونموها وتحليلها، والربط بينها، وتطبيقها، والإفادة منها... الخ، ومن ثم كان لعصر المعلومات انعكاسه ايضا علي اللغة ومعلمها، فاللغة في مجتمع المعلومات موضع الصدارة، وكيف لا واللغة اهم مقومات ذكاء الانسان ــ محور هذا المجتمع ــ ومصدر الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر، وأداة هذا المجتمع الرئيسية.
ويهدف هذا البحث إلى تحديد ملامح عصر المعلومات وانعكاساتها علي معلمي اللغة العربية متمثلة في: الانفجار المعرفي وسرعة تدفق المعلومات،والانفتاح الثقافي والاعلامي العالمي،والسلام العالمي والتقارب الدولي، وتأتى اهمية هذا البحث في التعرف علي تحديات عصر المعلومات وانعكاساتها علي معلمي اللغة العربية متمثلة في: ظاهرة الانقراض اللغوي، ظاهرة حرب اللغات، ظاهرة الغربة اللغوية ومزاحمة العامية للفصحي، ظاهرة مقاومة التعرب، ظاهرة سيطرة اللغة الانجليزية، ظاهره العولمة، ثم تحديد الادوار الثقافية لمعلمي العربية.
ويختتم البحث بوضع رؤية مستقبلية للأدوار الجديدة لمعلمي العربية في عصر المعلومات، واخيرا عرض للعناصر المساعدة لمعلمي العربية لممارسة أدوارهم المستقبلية والتوصيات التي ينصح بها وندعو إليها.